أخبار

روسيا تُعلن إحباط هجمات بمسيّرات على 4 مناطق ضمنها موسكو

أعلنت روسيا، الأحد، إحباط هجمات أوكرانية بطائرات مسيّرة فوق 4 مناطق روسية بينها موسكو، واعتراض صاروخين أوكرانيين فوق بحر آزوف متجّهين نحو أراضيها، غداة غارات واسعة بالمسيّرات على مدينة كييف.

وأفادت السلطات الروسية بأنّ الهجمات بالمسيّرات استهدفت مناطق روسية متاخمة لأوكرانيا ومناطق قريبة من موسكو. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن «الدفاع الجوي دمّر 4 طائرات مسيّرة أوكرانية فوق أراضي مناطق بريانسك وسمولينسك وتولا». وأعلنت روسيا في وقت سابق، الأحد، إسقاط مسيّرات فوق منطقة موسكو. كذلك أكدت في بيان أن «الدفاع الجوي الروسي رصد ودمّر صاروخين أوكرانيين في الأجواء فوق المياه في منطقة بحر آزوف».

وصرح سيرغي سوبيانين رئيس بلدية موسكو بأنه «كانت هناك محاولة لشن هجوم كبير بطائرات مسيرة أثناء الليل»، مضيفاً أن طائرات مسيرة أوكرانية أُسقطت في أماكن عدة في منطقة موسكو. وقالت صحيفة «كوميرسانت» إن رحلات الطيران أرجئت أو ألغيت في مطارات رئيسية في موسكو بسبب هجوم الطائرات المسيّرة.

وتزامناً مع ذلك، أفادت أوكرانيا، الأحد، بأنّ دفاعاتها الجوية أسقطت 8 من أصل 9 مسيّرات فوق أراضي البلاد. وتأتي الهجمات الأوكرانية نحو الأراضي الروسية غداة تعرّض كييف لما وصفته بأكبر هجوم بمسيّرات روسية منذ بدء غزو البلاد في فبراير (شباط) 2022. وكانت كييف قد أعلنت السبت أن موسكو أطلقت 75 مسيّرة على أوكرانيا، وُجِّه معظمها نحو العاصمة، أسقطت القوات الأوكرانية 71 منها. وأوقع هذا الهجوم 5 جرحى وفق الحصيلة التي أعلنتها السلطات الأوكرانية، السبت، وحرم عشرات المساكن والمباني من الكهرباء. ومع اقتراب الشتاء، تستعد كييف لحملة قصف روسية مكثفة جديدة تستهدف البنى التحتية للطاقة، وتتخوف من سيناريو مماثل لذلك الذي ساد في شتاء 2022 حين حرم ملايين الأشخاص من التيار الكهربائي في أوج موسم الصقيع.

في غضون ذلك، حذر الجيش الأوكراني من خطر أن تحاول روسيا مجدداً الاستيلاء على مدينة كوبيانسك في منطقة خاركيف، في الوقت الذي تواصل فيه القوات الروسية هجومها في منطقة القتال بشرق أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني فولوديمير فيتيو، للتلفزيون الأوكراني، الأحد، إن «المحتلين الروس لم يتخلوا عن نيتهم في مهاجمة مدينة كوبيانسك، إنهم يريدون احتلالها مجدداً».

واستعادت القوات الروسية زمام المبادرة في شمال شرقي أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، وتمكنت من تحقيق مكاسب على الأرض. وقال فيتيو إن القتال يدور الآن حول قرية سينكيفكا، على مسافة بضعة كيلومترات فقط شمال شرقي كوبيانسك. وصد الجيش الأوكراني 4 هجمات روسية في هذه المنطقة. وشنت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022، وفي الخريف الماضي، تمكنت أوكرانيا، في هجومها المضاد، من تحرير أجزاء كبيرة من منطقة خاركيف، منها مركز السكك الحديدية الرئيسي في مدينة كوبيانسك على نهر أوسكيل. وعبر الأوكرانيون النهر، ما دفع الروس إلى الانسحاب إلى منطقة لوغانسك المجاورة. ومنذ ذلك الحين، عاد خط المعركة في الغالب إلى منطقة خاركيف. وإلى الجنوب، في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، يقف الجيش الأوكراني أيضاً في موقف دفاعي، حيث إن الوضع حول أفدييفكا صعب بشكل خاص. وقال مدونون عسكريون روس إن القوات الروسية تمكنت من تحقيق المزيد من المكاسب في المنطقة الصناعية بالمدينة.

وجاءت هذه التطورات غداة إحياء أوكرانيا ذكرى «هولودومور»، المجاعة الكبرى في ثلاثينات القرن الماضي التي أودت بحياة الملايين في أوكرانيا خلال عهد الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين.

وفي رسالة في هذه الذكرى، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت، أن «البنى التحتية الزراعية في أوكرانيا استُهدفت عمداً مرة أخرى» من قبل موسكو، متهماً روسيا بتدمير الحقول والبنى التحتية الزراعية «عمداً».

وترفض روسيا من جهتها رفضاً قاطعاً تصنيف المجاعة على أنها إبادة، وتشدد على أن المجاعة الكبرى في الثلاثينات لم تحصد ضحايا أوكرانيين فقط بل من الروس وشعوب أخرى أيضاً، في سياق تأميم الأراضي التي خطط لها ستالين، وفق مؤرخين.

وتأتي هذه الهجمات على روسيا، الأحد، بينما تحيي أوكرانيا أيضاً ذكرى مرور عقد على انطلاق ثورة «ميدان» المؤيدة للاتحاد الأوروبي، والتي أثارت التوتر مع موسكو.

وبعيد إطاحة الأوكرانيين بالنظام المدعوم من موسكو في عام 2014، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، ودعمت الانفصاليين في شرق أوكرانيا. وما زالت روسيا ترى أن ثورة «ميدان» غير شرعية، وهدفت من خلال شنّ هجومها الواسع النطاق على أوكرانيا في فبراير 2022، إلى تنصيب حكومة مختلفة في البلاد. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الأحد: «في كييف منذ 10 سنوات، حدث انقلاب باستخدام القوة، وأطيحت السلطات الشرعية».