أخبار
أوكرانيا تشن هجوماً كبيراً بالمسيرات على موسكو وتقصف جسوراً عائمة في كورسك
شنّت أوكرانيا إحدى أكبر هجمات الطائرات المسيرة على موسكو، لكن وحدات الدفاع الجوي قالت إنها أسقطت 11 طائرة منها كانت تحلق صوب العاصمة، حسب رئيس بلديتها سيرغي سوبيانين، مضيفاً: «هذه واحدة من أكبر المحاولات على الإطلاق لمهاجمة موسكو بطائرات مسيرة».
وقال سوبيانين إن بعض الطائرات المسيرة دُمرت فوق مدينة بودولسك على بعد نحو 38 كيلومتراً إلى الجنوب من الكرملين.
وقالت الوكالة الاتحادية للنقل الجوي في روسيا (روزافياتسيا) إن العمليات بمطارات موسكو عادت إلى طبيعتها بعد فرض قيود مؤقتة الليلة الماضية في 3 مطارات في أعقاب الهجوم الأوكراني.
فيما قالت كييف إن قواتها أسقطت 50 من أصل 69 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا في هجوم الليلة الماضية. وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنه جرى على الأرجح إسقاط 16 طائرة مسيرة في حرب إلكترونية خلال الهجوم، الذي تضمن أيضاً صاروخين باليستيين، وصاروخ كروز، نجحت القوات في إسقاطه. وأضاف الجيش أن إحدى الطائرات المسيرة دخلت أوكرانيا عبر روسيا البيضاء وعادت مرة أخرى إلى روسيا.
وليل الثلاثاء – الأربعاء، تم رصد 72 هدفاً جوياً بالمجموع فوق أوكرانيا، وفق ما أفاد قائد القوات الجوية الأوكرانية ميكولا أوليشتشوك.
وأضاف، في منشور على «تلغرام»، أنه تم إسقاط 50 مسيّرة وصاروخاً موجّهاً. وكانت كييف من بين المناطق المستهدفة.
وأفادت إدارة كييف العسكرية على «تلغرام» بأن «العدو يواصل مهاجمة منطقتنا بمسيّرات هجومية. وتواصلت الغارة الجوية طوال الليل حتى الصباح على مدى أكثر من 9 ساعات».
وجاء استهداف موسكو في ظل هجوم أوكراني في منطقة كورسك الروسية، وأفادت كييف بأن الهدف منه وضع حد للحملة العسكرية الروسية التي بدأت في فبراير (شباط) 2022، بناء على شروط «منصفة».
وأطلقت أوكرانيا منذ 6 أغسطس (آب) هجوماً غير مسبوق عبر الحدود على منطقة كورسك الروسية، حيث تفيد بأنها تسيطر على أكثر من 80 بلدة.
ونادراً ما تتعرّض موسكو لهجمات بمسيرات. وأفادت روسيا في مايو (أيار) بأنها أسقطت طائرة من دون طيار خارج العاصمة، ما أدى إلى فرض قيود في مطارين رئيسيين في المدينة.
وقال الجيش الأوكراني، الأربعاء، إنه قصف منظومة صواريخ «إس 300» المضادة للطائرات في منطقة روستوف الواقعة في جنوب روسيا الليلة الماضية. وذكرت هيئة الأركان في كييف أن الهجوم وقع قرب منطقة نوفوشاختينسك السكنية، وأن روسيا تستخدم صواريخ «إس 300» لشنّ هجمات على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا. وأضافت، في بيان، كما نقلت عنها «فرانس برس»: «تم رصد انفجارات في نقاط معينة مُستهدفة… ويجري تقييم دقة الضربة».
وقال فاسيلي جولوبيف، حاكم روستوف، إن قوات الدفاع الجوي أسقطت صاروخاً أطلقته أوكرانيا على منطقته، لكن وزارة الدفاع الروسية لم تذكر الواقعة في بيانها اليومي عن تدمير أسلحة جوية.
ولا تكشف أيضاً كل من أوكرانيا وروسيا إلا نادراً عن الضرر الكامل لهجماتهما ما لم تلحق أضراراً بالبنية التحتية السكنية أو المدنية، أو تودي بحياة مدنيين.
والهجوم على موسكو هو جزء من هجوم أوسع نطاقاً شنّته أوكرانيا على روسيا بطائرات مسيرة، إذ قالت وزارة الدفاع الروسية إن وحدات الدفاع الجوي دمرت 23 طائرة مسيرة فوق منطقة بريانسك الحدودية.
وأضافت الوزارة أن وحدات الدفاع الجوي دمرت 6 طائرات مسيرة فوق بيلغورود، وهي منطقة روسية أخرى على الحدود مع أوكرانيا، و3 طائرات مسيرة فوق منطقة كالوجا، التي تحدّ منطقة موسكو من الشمال الشرقي، واثنتين فوق منطقة كورسك.
وقال ألكسندر بوجوماز، حاكم منطقة بريانسك، على «تلغرام»، إنه لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع أضرار في أعقاب الهجوم على المنطقة الحدودية الواقعة في جنوب غربي روسيا.
وقال الجيش الأوكراني، الأربعاء، إن قواته تستخدم أنظمة صواريخ هيمارس أميركية الصنع في تدمير جسور عائمة ومعدات هندسية في منطقة كورسك، وتستهدف الخدمات اللوجستية في توغلها الكبير عبر الحدود. ويقول مسؤولون روس إن أوكرانيا ألحقت أضراراً أو دمرت 3 جسور فوق نهر سيم على الأقل منذ شنّ كييف هجوماً كبيراً على غرب روسيا.
وورد في البيان أن أنظمة صواريخ هيمارس أميركية الصنع تم استخدامها. وكان ذلك أول بيان رسمي من كييف يفيد بأن الأسلحة الغربية جزء من الهجوم غير المسبوق. ولم تعلق واشنطن مباشرة على استخدام أسلحة أميركية الصنع في منطقة كورسك، بينما قالت إن سياساتها لم تتغير، وإن أوكرانيا تدافع عن نفسها أمام الهجمات الروسية.
وعلى الرغم من منع حلفاء غربيين أوكرانيا من شنّ هجمات بعيدة المدى باستخدام أسلحة غربية داخل روسيا، يسمحون لكييف باستخدامها في قصف مناطق حدودية منذ الهجوم الروسي الجديد على منطقة خاركيف هذا الربيع. ويصف الكرملين استخدام الأسلحة أميركية الصنع داخل أراضيه بأنه تصعيد.
وذكرت صحيفة «إزفستيا»، الأربعاء، نقلاً عن جهاز المخابرات الخارجية الروسي، أن أجهزة مخابرات من الولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا شاركت في الإعداد لتوغل أوكرانيا في منطقة كورسك الروسية. ونقلت «إزفستيا» عن جهاز المخابرات الخارجية القول: «التحضير لعملية القوات المسلحة الأوكرانية في منطقة كورسك جاء بمشاركة أجهزة المخابرات الأميركية والبريطانية والبولندية». وأضافت: «خضعت الوحدات المشاركة فيها لتنسيق قتالي في مراكز تدريب في بريطانيا وألمانيا».
وقال البيت الأبيض، في وقت سابق، إن الولايات المتحدة لم تتلق إخطاراً مسبقاً من كييف بأنها تخطط لتوغل عسكري في كورسك.
وقال سيرغي تشيميزوف، الحليف المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين يخاطرون بإشعال حرب عالمية إذا استمرت واشنطن في «التحريض» على الصراع في أوكرانيا والسماح لكييف بمهاجمة الأراضي الروسية.
جاء ذلك في تصريحات لـ«رويترز»، تقدم لمحة نادرة عن طريقة التفكير في دائرة بوتين المقربة عقب توغل أوكراني مفاجئ في منطقة كورسك الروسية، وهو توغل، توعد بوتين بتوجيه ردّ «مناسب» عليه، لكنه لم يفصح بعد عما سينطوي عليه ذلك الرد.
وقال تشيميزوف، الرئيس التنفيذي لشركة روستيخ، التي تورد كثيراً من أسلحة روسيا في الحرب، إن موسكو تشعر بالثقة، ولديها ما يكفي من الأسلحة بعد مرور أكثر من عامين على بدء ما يصفّها الكرملين بأنها عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا. وأكد موقف الكرملين، المتمثل في أن الصراع معركة بين الغرب وروسيا.
وأضاف تشيميزوف، في ردود مكتوبة على سؤال في مقابلة حصرية مع «رويترز»: «في موقف يحرض فيه الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، على الحرب، لا بد أن نكون مستعدين». وتابع: «العام الثالث من العملية الخاصة جارٍ، وتشعر روسيا بالثقة». وذكر أنه لا أحد سيقدم إطاراً زمنياً للتوقيت الذي قد تنتهي فيه الحرب، واتهم واشنطن بتأجيج الصراع من خلال توريد أسلحة إلى كييف والسماح بشنّ هجمات في عمق روسيا.
وقال دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، الأربعاء، إن توغل أوكرانيا داخل منطقة كورسك يعني أنه لن تكون هناك محادثات بين موسكو وكييف حتى تُهزم أوكرانيا تماماً. وقال على «تلغرام»: «انتهت الثرثرة الفارغة للوسطاء الذين لم يوكلهم أحد لإحلال السلام الرائع. يدرك الجميع كل شيء الآن حتى إن لم يعبروا عن ذلك صراحة». وأضاف: «لن تكون هناك مفاوضات بعد الآن حتى هزيمة العدو تماماً».
من جانب آخر، قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الشيشاني رمضان قديروف تفقدا قوات ومتطوعين شيشانيين يستعدون لمحاربة أوكرانيا، في أول زيارة لبوتين منذ 13 عاماً إلى الجمهورية الواقعة في شمال القوقاز.
تأتي الزيارة التي لم يُعلن عنها مسبقا إلى الجمهورية ذات الأغلبية المسلمة، التي تعد جزءاً من روسيا، في الوقت الذي تقاتل فيه موسكو لطرد القوات الأوكرانية من منطقة كورسك بعد أسبوعين من اقتحامها الحدود في أكبر غزو لروسيا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال بوتين للقوات في جامعة القوات الخاصة الروسية في جوديرميس في الشيشان، وفق نصّ على موقع الكرملين على الإنترنت: «ما دام لدينا رجال مثلكم، فلن نقهر على الإطلاق».
وأضاف: «إطلاق النار في ميدان الرماية هنا شيء، وتعريض حياتك وصحتك للخطر شيء آخر. لكن هناك حاجة داخلية للدفاع عن الوطن والشجاعة لاتخاذ مثل هذا القرار». وأبلغ قديروف بوتين، في اجتماع منفصل، الثلاثاء، بأن الشيشان أرسلت أكثر من 47 ألف جندي منذ بداية الحرب لقتال أوكرانيا، بينهم نحو 19 ألف متطوع. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على قديروف في 2020 بسبب انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان، وفي 2022 فيما يتعلق بتعبئة قوات شيشانية لمحاربة أوكرانيا.
وفي إشارة إلى التوغل الأوكراني المفاجئ في الأراضي الروسية، ومنطقة دونباس الأوسع في جنوب شرقي أوكرانيا، التي تسيطر عليها القوات الروسية جزئياً، قال بوتين: «مثلما حاربنا الإرهابيين، يتعين علينا اليوم محاربة الذين يرتكبون جرائم في منطقة كورسك، في دونباس».
المصدر / الشرق الأوسط