أخبار
حرب باردة جديدة مع الغرب في ظل صعود محور روسي-صيني- إيراني- صحف عربية
تناقش صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية تداعيات الأزمة بين روسيا وأوكرانيا حيث يبشر كتاب بعودة “الحرب الباردة” في ظل “مناوشات غربية مع روسيا حول أوكرانيا”.
وبينما يتوقع بعض الكتاب في الصحافة العربية “تصعيدا خطيراً… وفصلاً جديداً في صراع مُمتد”، يحذر آخرون من خطورة المحور الصيني ـ الروسي ـ الإيراني في ظل “صعود الصّين رغماً عن أمريكا”.
ويضيف: “قد لا تكون روسيا والصين سعيدتان بالقنبلة الإيرانية إذا صنعت، لكن مقتضيات الحرب الباردة الجديدة تفرض اعتباراتها، إضافة لأهمية إيران وجغرافيتها ومواردها في الصراع الكوني المرشح للتفاقم”.
ويشير إلى أنه “لا مانع عند بكين من دفع الأمور إلى الحافة النووية من أجل ‘تايوان’ بينما لا تبدو واشنطن قادرة على كبح الصين بوسائل الحصار، وبالضغط العسكري التقليدي، ولا المخاطرة بالتورط في ‘حرب نووية’ لا يفوز بها أحد”.
مواجهة روسية-غربية
تقول حسناء نصر الحسين في رأي اليوم اللندنية إن روسيا تتبنى “دبلوماسية الخطوة بالخطوة… في مواجهتها لخصومها في كل من واشنطن ودول حلف الناتو، مستخدمةً كل ما لديها من استراتيجيات على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والأمنية، تتيح لها الرد على هؤلاء الخصوم بطريقة تعزز موقعها في النظام الدولي كقوة كبرى لا يمكن تهميشها ولا يمكن أيضاً التطاول على أمنها القومي في محيطها الحيوي”.
وتقول إنه “بالرغم من كل التصعيدات الأمريكية الغربية شديدة اللهجة حيال نشر موسكو لقواتها العسكرية على الحدود مع كييف… إلا أن هذه التصريحات بدت خافتة لدى حكومة كييف التي رأت فيها تخليا أمريكيا غربيا”.
“الحرب الباردة”
يقول خيرالله خيرالله في العرب اللندنية “عادت الحرب الباردة. ستستمر هذه الحرب طويلا. أوروبا كلّها تشعر بأنّها باتت مهدّدة بعدما حشد بوتين نحو 170 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا. ثمّة مخاوف حقيقية من اجتياح صيني لتايوان، وهو اجتياح يثير مخاوف قوى آسيوية عدة مثل اليابان وكوريا الجنوبيّة”.
يضيف الكاتب: “ما هو مخيف في ظلّ تجدّد الحرب الباردة أنّ هناك أنظمة عدّة، في مقدمها نظام رجب طيب أردوغان في تركيا والنظام الإيراني، ترفض التعلّم من تجربة الاتحاد السوفياتي”.
ويقول عبدالحليم قنديل في الزمان العراقية إن ما يحدث بين أمريكا وروسيا بخصوص أوكرانيا هو بمثابة “حرب باردة على مسارح ساخنة”.
ويقول سامح عبدالله في الأهرام المصرية إن “الغرب يقوم بالتسخين ويؤكد في الوقت نفسه أنه لا ينوى التدخل في حرب قد تنشب بين روسيا وأوكرانيا وهى دعوة خبيثة لتوريط موسكو، ولكن الغرب نسى أن روسيا يحكمها اليوم ثعلب ماكر يدعى بوتين، يصعب جره للدخول في مغامرة عبثية”.
ويرى الكاتب أن ما يحدث من مناوشات غربية مع روسيا حول أوكرانيا هو “محاولة لجر الروس للتدخل العسكري في تلك الدولة المجاورة لحدودها الغربية واستنزافها مرة أخرى في تكرار لسيناريو أفغانستان”.
لكن وحيد عبدالمجيد يرى بمقاله في الاتحاد الإمارتية أن “المسافة مازالت بعيدةً بين الموقفين الروسي والأمريكي-الغربي إزاء الأزمة الأوكرانية”.
ويقول إن العالم “إزاء فصل جديد في صراع مُمتد اندفع الطرفان في الأسابيع الأخيرة نحو تصعيده في مشهد يُثير قلقاً حقيقياً من انزلاقهما إلى مواجهة خطيرة”.
ويشير إلى أن “واشنطن ستُصبح مُشتتةً بين صراعين كبيرين ضد روسيا والصين في آنٍ معاً، وقد لا يُحقق ردها الاقتصادي هدفَه في عزل روسيا عن النظام المالي العالمي. سيكون على أمريكا أن تسعى لفرض عقوبات اقتصادية ومالية شاملة ضد روسيا، ولكن نجاح هذا السعي ليس مضموناً؛ لأن دولاً أوروبية عدة قد تتردد، وخاصةً في ظل حاجتها الشديدة إلى الغاز”.
محور روسي-صيني-إيراني
ويقول سمير التقي في النهار العربي اللبنانية إن “الولايات المتحدة لم تعد اللاعب الدولي الوحيد في الشرق الأوسط، بعدما سمح تراخيها بنمو الاستثمارات الاقتصادية والتكنولوجية الصينية، وبعد التدخل العسكري الروسي على مدى العقد الماضي”.
وترى هدى الحسيني في الشرق الأوسط اللندنية أن “صعود المحور الصيني – الإيراني – الروسي لتحدي النظام الدولي بعد الحرب الباردة هو أهم تطور جيوسياسي منفرد في العقد الماضي”.
ويرى رياض قهوجي في النهار العربي أن “عصر صعود الصين قد بدأ” ويشير إلى “تزايد مخاوف الولايات المتحدة من تعاظم قدرات الصين في مجالات عدة، أهمهما التكنولوجية”.
ويقول إن “استراتيجية الصين في توسيع نفوذها دولياً تعمل ببطء، ولكن بثبات ومبنية على النفس الطويل”.
ويضيف: “تزيد عودة النفوذ الروسي على الساحة الدولية من تعقيد الأمور على واشنطن، بخاصة مع تراجع قدرات حلفائها الأوروبيين العسكرية خلال العقدين الأخيرين وبطء جهودهم لإعادة بناء هذه القدرات، في ظل خلافات بين اليمين واليسار ومتاعب مالية”.
وينتقد أحمد موفق زيدان في الشرق القطرية ما يصفه بإصرار أمريكا على “استخدام دليل عقوبات قديم، لم تنته صلاحياتُه فحسب، وإنما فشل طوال استخداماته لعقود”.
ويقول: “لا تزال أمريكا تصر على استخدام ما أثبت فشله، وإخفاقه، وتهدد به في ظل الحشودات العسكرية الروسية المتعاظمة على حدود من يُفترض أن تكون عضواً في الناتو الآن وهي أوكرانيا، لتتحول إلى ثغرة دوفرسوار روسية حقيقية نحو العمق الغربي”.
ويرى الكاتب أن “الساحة الأوكرانية اليوم ساحة اختبار حقيقية للطرف الروسي، كما هي ساحة اختبار أهم للطرف الغربي”.
ويضيف: “في مقابل التراخي الغربي والتردد الأمريكي، وحالة اللاثقة التي نشأت في الفترة الأخيرة داخل معسكر الغرب… يظهر لنا تماسك وتعزيز المحور الآخر الذي أضلاعه روسيا والصين وإيران، إضافة إلى كسب الهند كما رأينا حتى الآن على الأقل، فجميع مكونات هذا المحور تسير مع بعضها بشكل متناغم، لخدمة هدف واحد وهو إفشال الاستراتيجية الأمريكية كل في حيّزه”.