السياسية الخارجية

علاقات روسيا الخارجية

من المعترف به في القانون الدولي، أن الاتحاد الروسي هي الدولة الخليفة للاتحاد السوفيتي السابق. روسيا تواصل تنفيذ الالتزامات الدولية المترتبة على الاتحاد السوفيتي، وتشغل مقعد الاتحاد السوفيتي الدائم في مجلس الامن الدولي، وفي المنظمات الدولية الأخرى، وهي ملتزمة بالحقوق والواجبات المنصوص عليها في المعاهدات الدولية، والممتلكات والديون. روسيا لديها سياسة خارجية متعددة الجوانب، كما أنه اعتبارا من عام 2009، فإنها تحتفظ بعلاقات دبلوماسية مع 191 دولة و144 سفارة. تُحدد السياسة الخارجية من قبل الرئيس وتختص وزارة الشؤون الخارجية الروسية بتنفيذها.

تمت مناقشة وضع روسيا الجيوسياسي في كثير من الأحيان بوصفها خلفا لقوة عظمى سابقة، خاصة فيما يتعلق بوجهات النظر أحادية القطب، والمتعددة الأقطاب على النظام السياسي العالمي. وتصنّف روسيا على أنها قوة عظمى، وهذا ما جرت عليه العادة خلال السنوات الأخيرة، وما عبّر عنه عدد من زعماء العالم، الباحثين، والمحللين والساسة.

ما يشكل جانبًا هامًا من علاقات روسيا مع الغرب، هو انتقاد النظام السياسي في روسيا والطريقة التي يدير بها حقوق الإنسان من قبل الحكومات الغربية، إضافة إلى وسائل الإعلام، الأداء الديمقراطي، ومراقبي حقوق الإنسان. تنظر منظات حقوق الأنسان لروسيا وعلى وجه الخصوص، منظمات مثل منظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش، بأن روسيا لا تتمتع بسمات ديمقراطية بما فيه الكفاية، كما أن السماح بالحقوق السياسية والحريات المدنية لمواطنيها محدود. صنفت منظمة بيت الحرية الدولية التي تمولها الولايات المتحدة، روسيا بأنها “غير حرة”، مشيرة إلى “انتخابات هندستها الحكومة بعناية” وإلى “غياب” النقاش. السلطات الروسية ترفض هذه الادعاءات وخصوصا نقد بيت الحرية. وصفت وزارة الشؤون الخارجية الروسية تقرير الحرية في العالم “بالمجهز مسبقا”، مشيرة إلى أنه تحول من قضايا حقوق الإنسان إلى سلاح سياسي، ولا سيما من قبل الولايات المتحدة.

باعتبارها واحدة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، تلعب روسيا دورًا كبيرًا في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين. كما أنها تشارك في اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط، المحادثات السداسية مع كوريا الشمالية. بالإضافة لكونها عضو في مجموعة الدول الثماني الصناعية، مجلس أوروبا، منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ومنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي. عادة ما تأخذ روسيا دورا قياديا في المنظمات الإقليمية مثل اتحاد الدول المستقلة، المجموعة الاقتصادية الأوراسية، منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ومنظمة شانغهاي للتعاون. كان الرئيس السابق فلاديمير بوتين قد دعا إلى شراكة استراتيجية مع تكامل وثيق في مختلف الأبعاد، بما في ذلك إنشاء الاتحاد الأوروبي وروسيا مساحات مشتركة. منذ تفكك الاتحاد السوفيتي، أضحت روسيا أكثر ودية، وإن كانت العلاقة مضطربة مع حلف شمال الأطلسي. تم تأسيس مجلس الناتو – روسيا في عام 2002 للسماح لقوات الحلفاء الستة وعشرين وروسيا، على العمل معا كشركاء متساويين للبحث عن فرص للتعاون المشترك.

روسيا تقيم علاقات قوية وإيجابية مع دول البرهص الأخرى. في السنوات الأخيرة، سعت البلاد لتعزيز علاقاتها، وبخاصة مع جمهورية الصين الشعبية من خلال التوقيع على معاهدة الصداقة فضلا عن بناء خط أنابيب النفط العابرة لسيبيريا الموجه نحو سد الاحتياجات المتزايدة في مجال الطاقة الصيني.

المصدر: ويكيبيديا