أخبار

سقوط عشرات الجرحى جراء ضربات صاروخية روسية استهدفت كييف

استهدفت صواريخ روسية للمرة الثانية خلال أسبوع العاصمة الأوكرانية في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، ودوت صفارات الإنذار بعد سماع دوي انفجارات صواريخ مضادة للطائرات في وسط المدينة. وأعلنت الإدارة العسكرية للعاصمة الأوكرانية إصابة العشرات بجروح في الهجوم.

وقال رئيس الإدارة سيرهي بوبكو في بيان إن الهجوم أسفر عن سقوط 51 جريحا بينهم ستة أطفال، موضحا أنه لم يتلق حتى الآن معلومات عن سقوط قتلى.

وأشار إلى تسجيل «10 حوادث سقوط حطام» صواريخ طالت خصوصا منطقة ديسنيانسكي، حيث أجلي 17 شخصا بينهم سبعة أطفال من مبنى اندلعت فيه النيران.

وهذا ثاني هجوم يستهدف كييف خلال أسبوع، علماً بأنّ العاصمة الأوكرانية شهدت قبل ذلك فترة هدوء طويلة نسبياً. وفجر الاثنين، أسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية ثمانية صواريخ روسية أطلقت باتجاه كييف، بحسب ما أفادت سلطات العاصمة. وأسفر التصدّي لهذا القصف عن إصابة أربعة أشخاص بجروح.

وتصد أوكرانيا الغزو الروسي لأكثر من 21 شهرا. وتتعرض المناطق النائية الأوكرانية للهجوم يوميا تقريبا بطائرات مسيرة وصواريخ روسية. وتم الآن تعزيز نظام الدفاع الجوي الأوكراني بشكل كبير بمساعدة غربية.

ولم تُعرف على الفور الأسلحة التي استخدمتها روسيا في الهجوم على وجه التحديد. وجاء ذلك في أعقاب وابل من الصواريخ الباليستية التي استهدفت كييف في وقت مبكر من يوم الاثنين وأسفرت عن إصابة أربعة أشخاص.

ولم يصدر أي تعليق من روسيا بشأن الهجوم الذي وقع الأربعاء، والذي ألحق أضرارا أيضاً بمبان في منطقتي ديسنيانسكي ودارنيتسكي في كييف. وتنفي كل من موسكو وكييف استهداف المدنيين في الحرب التي استمرت قرابة 22 شهرا والتي شنتها روسيا ضد جارتها في فبراير (شباط) 2022.

وقال أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء، كما نقلت عنه «رويترز»، إن كفاءة الأسلحة الغربية لا يمكن التشكيك فيها، وذلك بعدما أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها أسقطت عشرة صواريخ باليستية أطلقتها روسيا الليلة الماضية.

وقال رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية إنّ الهجوم جرى بصواريخ من نظام «إس-400». وبحسب وسائل إعلام أوكرانية، فإنّ أنظمة المضادات الجوية هي الوحيدة القادرة على تدمير الصواريخ الباليستية. وليس لدى أوكرانيا سوى أربع منظومات من هذا النوع. بالإضافة إلى ذلك، حلّقت عشر مسيّرات من طراز شاهد فوق أوديسا الميناء الجنوبي الرئيسي، وتمّ إسقاطها أيضاً.

منذ الخريف، ضاعفت روسيا هجماتها الجوية والبرية، على أمل تحقيق مكاسب على الأرض بعد فشل القوات الأوكرانية في هجومها المضاد الكبير في الصيف، والذي أدّى إلى استنفاد جزء من احتياطياتها البشرية واحتياطات الذخيرة. وتريد موسكو أيضاً أن تضرب بقوة في وقت يبدو فيه أنّ قدرة الغربيين على دعم أوكرانيا تضعف، بعد عامين على اندلاع الحرب. وأعلن الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي عن تعزيز الدفاعات الجوية لبلاده، بعد هجوم صاروخي روسي قوي على كييف.

وأفادت القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية بأن روسيا هاجمت أيضا مدينة أوديسا بطائرات كاميكازي إيرانية الصنع. وقال مسؤولون إنه تم إسقاط تسع طائرات، ولكن الركام المتساقط ألحق الضرر بمحل لإصلاح السيارات، ما أسفر عن إصابة شخصين. وكتب زيلينسكي عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن هجوم مساء أمس على كييف «يثبت مجددا أن روسيا دولة شنيعة تطلق الصواريخ خلال الليل، في محاولة لضرب المناطق السكنية ودور الحضانة ومنشآت الطاقة خلال الشتاء». وأضاف أنه سوف يستمر في العمل على توفير مزيد من الدفاعات الجوية من داعمي أوكرانيا من الدول الغربية. وكتب زيلينسكي عبر منصة «إكس»: «كل نظام وصاروخ إضافي مهم لأوكرانيا، لمدننا ومواطنينا. فهو ينقذ الأرواح». بدورها أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، أن خسائر القوات المسلحة الأوكرانية، بلغت نحو 150 عسكريا أوكرانيا، خلال الـ 24 الساعة الماضية، على محوري كوبيانسك وكراسني ليمان، بحسب ما أوردته وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية.

وجاء في تقرير الوزارة اليومي بشأن سير العملية العسكرية الخاصة: «على محور كوبيانسك، صدت مجموعة (قوات الغرب)، بدعم من طيران الجيش ونيران المدفعية الروسية، 8 هجمات للألوية الميكانيكية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في مناطق بلدات سينكوفكا وإيفانوفكا وياغودنويه في مقاطعة خاركوف ومنطقة بحيرة ليمان».

أفاد تقييم استخباراتي صادر عن وزارة الدفاع البريطانية بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا، اليوم الأربعاء، بأن روسيا أطلقت أمس ما لا يقل عن 15 طائرة هجومية أحادية الاتجاه من دون طيار من طراز «شاهد»، من بالاكلافا في شبه جزيرة القرم، وهو موقع جديد يقع جنوب سيفاستوبول، لإطلاق الطائرات الهجومية أحادية الاتجاه من دون طيار.

وجاء في التقييم الاستخباراتي اليومي المنشور على منصة «إكس» (تويتر سابقا)، أنه في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، زعم مسؤولون روس أنهم اعترضوا 41 هجوما بطائرات أوكرانية من دون طيار على البنية التحتية العسكرية الروسية في القرم، تشمل محيط موقع «كيب تشودا».

ويشار إلى أن «كيب تشودا»، الواقع في جنوب شرق شبه جزيرة القرم، هو موقع معروف لإطلاق الطائرات من طراز «شاهد»، يستخدمه الروس منذ أوائل سبتمبر (أيلول) الماضي، بحسب ما ورد في التقييم.

ويعد بالاكلافا في الوقت الحالي خامس موقع مؤكد لإطلاق الطائرات الهجومية أحادية الاتجاه من دون طيار، والذي يتم استخدامه في العمليات التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا، إلى جانب المواقع الموجودة في كيب تشودا وييسك وبريمورسكو وكورسك. ومن المرجح على نحو كبير أن تقوم روسيا بتوزيع قدرات إطلاق الطائرات الهجومية أحادية الاتجاه من دون طيار عبر عدة مواقع، كإجراء لحماية قواتها، ولتعقيد جهود قوات الدفاع الجوي الأوكراني.