أخبار
روسيا تعلن عن إحراز تقدم جديد شرق أوكرانيا… وتشكيك بقدرتها على احتلال خاركيف
أعلنت روسيا، السبت، أن قواتها سيطرت على 6 قرى في شرق أوكرانيا؛ حيث جرى إجلاء مئات الأشخاص من المناطق المحاذية للحدود الروسية في منطقة خاركيف. وحققت القوات الروسية التي جرى طردها قبل عامين تقريباً من هذه المنطقة في شمال شرقي أوكرانيا، أخيراً تقدماً محدوداً ضد الجيش الأوكراني الذي يعاني من نقص في الأسلحة والمجندين.
وأكد أوليغ سينيغوبوف، حاكم خاركيف، أن قتالاً عنيفاً احتدم، السبت، للسيطرة على عدة قرى بالقرب من الحدود الأوكرانية. وأضاف سينيغوبوف في إفادة صحافية: «يواصل العدو حتى الآن الضغط في شمال منطقتنا؛ حيث صدت قواتنا 9 هجمات».
ويأتي هذا الهجوم، بعد يوم واحد من تأكيد البيت الأبيض، بأن القوات الروسية تستعد لشن هجوم واسع النطاق على مدينة خاركيف، بعد قيامها بعمليات توغل كبيرة في المنطقة، وفتح جبهة حرب جديدة بالقرب من ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، الجمعة، خلال مؤتمر صحافي: «لن تفعلوا ذلك إذا كنتم لا تفكرون أيضاً في هجوم آخر أكبر مباشرة على المدينة».
روسيا «تحرر» 6 قرى
وفي أحدث تقدم، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، السبت، على تطبيق «تلغرام» أن قواتها «حررت» قرى بوريسيفكا وأوغيرتسيف وبليتينيفكا وبيلنا وستريليتشا في منطقة خاركيف قرب الحدود مع روسيا، وكذلك قرية كيراميك في منطقة دونيتسك. وقال سينيغوبوف إنه «جرى إجلاء ما مجموعه 1775 شخصاً»، مشيراً إلى أن هجمات بالمدفعية وقذائف «الهاون» طالت 30 بلدة في المنطقة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وشاهد مراسلو وكالة «وكالة الصحافة الفرنسية» مجموعات من الأشخاص يصلون في شاحنات صغيرة وسيارات، ويحملون حقائب عند نقطة وصول للإخلاء خارج مدينة خاركيف. سجّل الأشخاص الذين جرى إجلاؤهم أسماءهم، وحصلوا على مساعدات غذائية وطبية في خيام مؤقتة. وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، أنّ «معارك عنيفة» تجري على «طول خط الجبهة» في منطقة خاركيف التي تقع في معظمها تحت سيطرة قواته منذ سبتمبر (أيلول) 2022. وقال السبت: «يجب علينا تعطيل العمليات الهجومية الروسية، وإعادة زمام المبادرة إلى أوكرانيا».
ومن جهته، قال مسؤول عسكري أوكراني كبير إنّ القوات الروسية تقدّمت كيلومتراً واحداً داخل أوكرانيا حيث تحاول «إنشاء منطقة عازلة» في خاركيف وفي منطقة سومي المجاورة لمنع شنّ هجمات على الأراضي الروسية. وكثّفت القوات الأوكرانية هجماتها داخل الأراضي الروسية والمناطق التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، خصوصاً على البنية التحتية للطاقة.
هجمات أوكرانية على الطاقة الروسية
وقالت السلطات المعيّنة من قبل موسكو في لوغانسك التي تحتلّها روسيا في شرق أوكرانيا، السبت، إنّ 4 أشخاص قُتلوا في ضربة أوكرانية بصواريخ أميركية الصنع على مستودع للنفط. وأشار الحاكم ليونيد باسيشنيك إلى أنّ الضربة أدّت إلى «اندلاع النيران في مستودع النفط كما ألحقت أضراراً بالمنازل المحيطة». وفي روسيا، أعلنت السلطات مقتل شخصَين بضربات أوكرانية في منطقتَي بيلغورود وكورسك. وتحدث مسؤولون أوكرانيون كذلك عن مقتل 6 مدنيين في ضربات روسية على مناطق دونيتسك وخاركيف وخيرسون في الساعات الـ24 الأخيرة.
كان مسؤولون في كييف يحذرون منذ أسابيع من أنّ موسكو قد تحاول شنّ هجوم على المناطق الحدودية الشمالية الشرقية، مشيرين إلى تفوّقها في وقت تعاني فيه أوكرانيا من تأخّر وصول المساعدات الغربية، ونقص العديد. وقال الجيش الأوكراني إنّه نشر مزيداً من الجنود، بينما أشار زيلينسكي إلى أنّ قواته كانت تستخدم المدفعية والمسيّرات لمواجهة التقدّم الروسي. وأضاف أنّه «جرى نشر وحدات الاحتياط لتعزيز الدفاع في هذه المنطقة الواقعة على الجبهة».
وذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن الأوكرانيين والروس، اشتبكوا في 9 أماكن على طول خط المواجهة، في منطقة «خاركيف»، صباح السبت، مشيرة إلى أنهم نجحوا في صد الهجوم الروسي. وتأتي أحدث المعارك، بعد أن أشارت هيئة الأركان العامة إلى أن «العدو ينشر قوات برية، ويستخدم تقنيات تكنولوجية». وأعلن الجيش الأوكراني عن تقدم روسي، في قسمين واسعين من الجبهة، منذ الجمعة، في هجوم صيفي، كان متوقعاً بشكل كبير، وهو ما ظهر بوضوح في حشد الكرملين عشرات الآلاف من الجنود بالقرب من الحدود. وهدد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بشن هجوم في مارس (آذار) الماضي، وقال إنه يدرس إنشاء «منطقة صحية» في الأراضي الأوكرانية المتاخمة لبيلغورود، وهي منطقة روسية تتعرض عادة للقصف الأوكراني.
تشكيك بإمكانية سقوط خاركيف
ومن جهته، قال معهد دراسات الحرب في واشنطن، الجمعة، إنّ روسيا حقّقت «مكاسب كبيرة من الناحية التكتيكية». وأضاف أنّ الهدف الرئيسي للعملية هو «استدراج القوة البشرية الأوكرانية والعتاد من قطاعات مهمة على الجبهة في شرق أوكرانيا»، مشيراً إلى أنّها لا تبدو «هجوماً واسع النطاق لتطويق خاركيف والاستيلاء عليها». وهو ما يتوافق مع تصريحات العديد من كبار المسؤولين الأوكرانيين الذين عبَّروا مراراً عن اعتقادهم أن روسيا ليست لديها القدرة على شن عملية ناجحة للسيطرة على مدينة خاركيف التي يقطنها 1.3 مليون نسمة.
وأعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 400 مليون دولار من الأسلحة والمعدات لأوكرانيا، في الوقت الذي تحاول فيه قواتها صد هجوم بري روسي مدرع مكثف بالقرب من خاركيف، وفق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي.
مساعدات أميركية طارئة
وقالت وزارة الخارجية في بيان لها إن الحزمة العسكرية الطارئة تحتوي على مواد مطلوبة بشكل عاجل مثل ذخائر الدفاع الجوي لصواريخ «باتريوت» وأنظمة صواريخ أرض جو «ناسامس»، وصواريخ «ستينغر» المضادة للطائرات؛ ومعدات لدمج منصات الإطلاق والصواريخ والرادارات الغربية مع الأنظمة الأوكرانية؛ وأنظمة صاروخية وذخائر مدفعية عالية الحركة إضافية (هيمارس)؛ وقذائف مدفعية عيار 155 ملم و105 ملم؛ صواريخ «تاو» و«غافلين» المضادة للدروع؛ وأنظمة وذخائر جوية دقيقة؛ وصواريخ عالية السرعة مضادة للإشعاع؛ ومركبات المشاة القتالية «برادلي»؛ وناقلات الأفراد المدرعة «إم 113»، ومركبات مقاومة للألغام ومحمية من الكمائن؛ وزوارق الدورية الساحلية والنهرية؛ وذخائر الأسلحة الصغيرة؛ وقنابل يدوية وذخائر الهدم؛ وقطع الغيار.
وتعد هذه الدفعة، الثالثة من المساعدات العسكرية الطارئة لأوكرانيا منذ أن أقر الكونغرس مشروع قانون مساعدات يخصص نحو 61 مليار دولار لأوكرانيا، وسيجري نقلها من مخزونات وزارة الدفاع، بموجب سلطة السحب الرئاسية من دون الحاجة لموافقة الكونغرس.